أكراد العراق بين مبادئ ولسن وتحفظات حلف الشمال الأطلسي
|
العدد 82 / 2006 - 08 - 01
|
حسين باوه
كان من أحد الشروط التي طرحها الشريف
حسين بن علي على بريطانيا مقابل دخول العرب في الحرب إلى حانب الحلفاء ضد دول
المحور ( ألمانيا والنمسا والمجر
والدولة العثمانية وبلغاريا ) ، وكما جاء في رسالته التي وجهها إلى المندوب
السامي البريطاني في مصرالسير هنري مكماهون ، بتاريخ 14 تموز عام 1915 ، هو أن تعترف بريطانيا بإستقلال العرب ضمن دولة عربية كبرى تمتد من
مرسين – أدنه حتى الخليج الفارسي شمالاً ومن بلاد فارس
حتى خليج البصرة شرقا، ومن المحيط الهندي للجزيرة جنوباً ومن البحر الأحمر والبحر
المتوسط حتى سينا iq option ء غربا ، وعلى أن توافق
بريطانيا كذلك على إعلان
الشريف حسين بن علي أو أحد أبناءه
كخليفة عربي على المسلمين في الدولة العربية الكبرى و المنشودة هذه !
كل من يعيد النظر في خارطة المنطقة يتضح له بأن مطالب شريف مكة ( الشريف حسين بن علي ) كان يشمل كل
الإمبراطورية العربية الإسلامية السابقة ، ماعدا الأندلس ( إسبانيا ) .
كما أن الدولة العربية ، حسب ما جاء في مطاليب الحسين بن علي ، قد
إحتظنت كردستان و بكل محيطاتها الجبلية ، كزاكروز وطوروس و أرارات .
هكذا سيطرت روح الأنانية القومية لدى العائلة الهاشمية ، كما أن الشريف حسين ماكان قد ذكر في
رسالته إلى مكماهون أية كلمة
تتعلق بالإسلام أو بجده محمد العرب
.
كل هذا كان مناقضا لمبادئ ولسن التي كانت قائمة في الأساس على حق
الشعوب في تقرير المصير . ومع أن حلم الشريف حسين ، أو بالأحرى ، حلم لورنس العرب ( أدوارد لورنس ) الذي
ساهم في قيادة العرب في حربهم ضد دول المحور وكمساندة لبريطانيا ، والذي سمي وعن
طريق الخطأ التاريخي ب "
الثورة العربية الكبرى " ، ما تحقق بسبب إتفاقية سايكس بيكو السرية التي ’عقدت بين بريطانيا وفرنسا قبل حدوث المراسلات بين الشريف حسين بن علي وهنري مكماهون إلا أنه
في الإمكان الوقوف على مدى إستعداد
القوى الإستعمارية لتقبل اللامعقول ورفض المعقول تتبعا لمصالحها :
الشريف حسين بن علي يحضر في مؤتمر الصلح في فرساي بمرافقة لورنس العرب
من أجل تشكيل دولة عربية كبرى ( أو إمبراطورية عربية على غرار ماحققها جده محمد
العرب وخلفاءه من بعده) ، وكانت النتيجة أن أصبح أحد أبناءه ، وهو فيصل الأول ،
ملكا على العراق بعد طرده من فلسطين وسورية ، وإبنه الآخر ، الأمير عبدالله ، تولى
إمارة الأردن ، وأصبح هو بنفسه أميرا على الحجاز .
وقد حضر وفد كردي ، كذلك ، في فرساي وفي مؤتمر الصلح في باريس برئاسة شريف باشا من أجل الحقوق
القومية للأكراد ، إلا أن الوعود التي ’قطعت للأكراد في معاهدة سيفر عام 1920 حول تقرير المصير ، إثر ذلك ، ’أستبدلت
بعدئذ بحقوق أقليات ضمن معاهدة
لوزان عام 1923.
بعد مرور ثمانون عاما على إلحاق كردستان الجنوبية بالعراق إتضح
وإستنادا للتاريخ ، بأن الدولة العراقية والمشكلة الكردية كانا توءمان سياميان
ولاغير ، فلقد رافقت المشكلة
الكردية تأسيس المملكة الهاشمية في العراق إبتداءً بثورات الشيخ محمود الحفيد ،و
أخذت إستمراريتها من خلال ثورات
بارزان المتعاقبة في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي ، وحيث إتسمت بعد منصة iq option ذلك بطابعها الثوري
المنظم بعد ثورة أيلول عام 1961 والتي إستمرت ( بإستثناء فترة بيان آذار 1970-
1974 وإتفاقية الجزائر عام 1975)
حتى سقوط النظام الفاشي العفلقي في العراق .
ولقد آن الأوان لإجراء عملية جراحية لفصل هذين التوئمين عن بعض مع
الإبقاء على حياتهما وتعايشهما ، أحدهما مع الأخر !!!
إن أردنا أو أبينا فالحقيقة هي أنه حتى بعد سقوط النظام الفاشي العفلقي في العراق فهوية العراق هي
عربية صرفة ولاتزال ، فالسنة قبلا والشيعة بعدا ماهو إلا حجاب تتستر ورائه فكرة
العروبة وكالسابق .
هنالك بعض الأراء التي تحاول تهدئة الخواطر ( إثر الويلات والكوارث
التي ذاقها الشعب العراقي من خلال فكرة العروبة الإستعلائية والعدوانية للنظام
الفاشي العفلقي ) وتقول أن العر اق ليس دولة للقومية العربية كالسابق بدلبل ان
رئيس الجمهورية ، جلال الطالباني ،هو كردي الأصل والمنشأ !
فيما يتعلق بدور الدكتور جلال الطالباني كرئيس للجمهورية العراقية
وإعتباره كدليل على عراقية العراق وعدم عروبته أود الإشارة هنا إلى رأي للمستشار النمساوي السابق( رئيس
الوزراء ) برونو كرايسكي حول مايتعلق برئاسة الجمهورية : في الإنتخابات التي جرت في النمسا في
مطلع الثمانينيات من القرن الماضي كان قرار الدكتور برونو كرايسكي بأنه سيستقيل
وسيتخلى عن السياسة وإلى الأبد لو لم يحصل الحزب الإشتراكي النمساوي، برئاسته ،
على الأغلبية المطلقة في الإنتخابات البرلمانية ، و كانت النتيجة أن الحزب
الإشتراكي فاز بالأغلبية النسبية لا المطلقة ، وأعلن كرايسكي إستقالته فعلا .
بعد أن أعلن كرايسكي إستقالته ، حاول رفاقه الآخرين في الحزب الإشتراكي
إقناعه للإستمرار في نشاطه السياسي وطلبوا منه أن يرشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية
، وكان جواب كرايسكي : أفي نيتكم
إرسالي إلى دار العجزة
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
نعم أن الدكتور جلال الطالباتي هو كردي ، وهذا أمر لا’ينكر ، لكن
الشارع العراقي ( بإستثناء منطقة كردستان ومحافظة كركوك ) هو شارع عربي ، بل وساحة
حرب بين شيعة علي وسنة بني أمية ، وكلاهما عرب .
ولقد آن الأوان للقادة الأكراد ليقفوا على موقع الأكراد من الإعراب في
خضم كل هذه الظروف التي تفتقد إلى
كل ’أصول وقواعد الإعراب !!!
فمن جانب هنالك أزمة للحكم في العراق ، وشرعية الحكم في العراق لاتزال
غير واضحة و مهددة ، ومن جانب آخر إتخذت بعض دول الجوار ، وخاصة تركيا ، موقفا مناوئا من كل
التطورات التي حدثت في كردستان العراق سواء من الناحية السياسية أو الإقتصادية أو
الإجتماعية ، ومنذ البدء.
لقد آن الأوان للقادة الأكراد ليطالبوا الأمم المتحدة بخلق ضمانات
دولية لمنطقة الحماية ( منطقة الأمان ) وإتخاذiq-trading-eg.com القرار حول مصير محافظة كركوك وربطها
بكردستان العراق ، مع تمتعها بالحكم الذاتي ، قبل فوات الأوان .
وأخيرا لقد آن الأوان للقادة الأكراد أن يطالبوا حلف الناتو ( حلف
الشمال الأطلسي ) للتخلي عن تحفظاتها
ومن أجل أن لاتتحول كردستان العراق إلى قبرص ثانية !!!
ملاحظة : فيما يتعلق بمراسلات الشريف حسين بن علي والسير هنري مكماهون
أرجو مراجعة:
http://nakba.sis.gov.ps/nakba48/nakba1948-11.html